الحروف السعيدة والنحسة والممتزجة
صفحة 1 من اصل 1
الحروف السعيدة والنحسة والممتزجة
الحروف السعيدة والنحسة والممتزجة
كما تنقسم الحروف كذلك إلى حروف سَعدٍ ونَحْسٍ وامتزاج . فالسعيدة هي الأحرف المهملة ، أي التي ليست عليها نقط ، وهي ثلاثة عشر حرفا هي: ا،د،هـ،و،ح،ط،ك،ل،م،س،ع،ص ،ر،وتنقسم إلى الطبائع الأربع :1 ـ النارية : وأحرفُها هي : ا ، هـ، ط ،م
2 ـ الهوائية : وفيها حرفان : ك ، س
3 ـ المائية : وأحرفها هي : د ، ح ، ل، ع
4ـ الترابية : وفيها حرفان : و ، ص
والنحسة هي الأحرف المنقوطة مَثْنَى وثُلاث ، وعددها خمسة أحرف هي : ت ، ث، ش ، ق ، ي وتنقسم إلى الطبائع الثلاث:
1 ـ الهوائية : وفيها حرفان
2 ـ النارية : وفيها حرف واحد
3 ـ الترابية : وفيها حرفان
ولم تدخل فيها الطبيعة المائية ، لأن الأحرف المائية كلها سعدٌ وخير مَحْضٌ.
أما الممتزجة فهي الأحرف المنقوطة بنقطة واحدة ، وعددها عشرة أحرف هي : ب،ج،خ،ذ،ز،ض،ظ،غ،ف،ن
وتنقسم إلى الطبائع الأربع :
1 ـ النارية :وفيها حرفان : ف ،ذ
2 ـ الهوائية : وفيها ثلاثة أحرف : ج ، ز،ظ
3 ـ الترابية: وفيها ثلاثة أحرف :ب ، ض،ن
4 ـ المائية : وفيها حرفان : خ.غ (7)
فما القوة التي تكتسبها الحروف في كل تقسيم من هذه التقسيمات ؟وفي كل طبيعة من هذه الطبائع ؟ وما أسرارُ مفاعيلها في الوجود ؟
2- طـــبائعـــــــــها وأســـــــرارهـــــــا :
الحروف أمة من الأمم لا تموت ، لها أرواحُُ دائمة الفيض والهبوط أبد الآباد، من العالم الأعلى على أشكال الحروف الموجودة في العالم الأدنى . وهذه الأرواح أبدية الفيض ، دائمة الهبوط على الدوام، قائمة مقامها الذي خُلقت فيه ، تلزم ما لزمته الأفلاك ملازمة لفيض الأرواح على أشكالها (Cool ، ومتماهية مع طبائعها ، وذلك لأنَّ جهاتِ فَيَضَانِ الأرواحِ قد اختلفت ، واعتدلت إلى أربع جهات ، اختُصت كل جهة بقسم دون الآخر ، فقُسِّمت أربعةَ أقسام؛ كل قسم سبعة أحرفٍ له طبعُُ وروحُُ.
القسم الأول أحرفه : ا،هـ ، ط ، م ، ف،ش،ذ، تهبط عليها أرواح نارية , والقسم الثاني أحرفه :ب،و،ي ،ن،ص،ت،ض، تهبط عليها أرواح يابسة . والقسم الثالث أحرفه :ج،ز،ك،س،ق،ث،ظ، تهبط عليها أرواح رطبة . والقسم الرابع أحرفه :د،ح،ل،ع،ر،خ،غ تهبط عليها أرواح مائية (9)، ومن هذا الهبوط أتت طبائع الحروف التي هي كالعقاقير ، وككل الأشياء ، لها خواص بانفرادها ، ولها خواص بتركيبها من حيث الألفاظ.
فالحق قد جعل النطقَ في الإنسان على أتَمِّ الوجود ، وذلك بأن جعل له ثمانية وعشرين مَقطَعا للنفَس ، يُظهر في كل مَقطَع حرفا مُعينا مختلفا عن الآخر في الطبيعة والسر. فالعين واحدة من حيث النفَسُ، وكثيرة من حيث المقاطعُ (10) وما النطقُ إلا سريانٌ في الوجود بكُلية الذات ، يَعرفُ هذا علماءُ الحرف الذين أدمنوا سِرَّه، وتوصَّلوا به
لما لا يُتَوصَّل بغيره من العلوم المتداولة في العالم ، فقوةُ الحرف من قوة عددِه وشكلِه وطبعِه .
1.2 قـــــــوة الحــــــــروف :
وللعمل بالحروف شرائط يلتزم بها من اشتغل بهذا العلم ، وذلك لأجل استخراج أسرارِ الخليقة وسرائرِ الطبيعة ، ورفعِ حُجب المجهولات ، والاطلاعِ على مكنون خبايا القلوب .
فالحرف قوة وسُلطة ، وهاتان آتيتان من قوة عدده في أبعاده الكبرى والصغرى ، ودرجتِه فيها . إذ درجتُه تلك هي قوته في الجسمانيات ، أما قوته في الروحانيات فتنتج عن ضربه في مثله . هذا في الحروف غير المنقوطة ، أما المنقوطة فهي مراتب لمعانٍ أخرى .
وكل شكل من أشكال الحروف له شكلٌ في العالم العُلوي ، منه المتحرك والساكن ، والعُلوي والسفلي ، كما تُبَيِّن ذلك الجداول الموضوعة في الزِّيَّاج، مما يعني أن قوى الحروف على ثلاثة أقسام :
الأول : ويُعتبرُ أقلَّها قوةً، وقوته تظهر بعد كتابتها ، حيث تكون هذه الكتابة لعالمٍ روحاني مخصوص بذلك الحرف المرسوم ، ومتى خرج ذلك الحرف بقوة نفسانية ، وجمعَ همَّة ، كانت قوى الحروف مؤثرة في عالم الأجسام.
الثاني : وتكون قوة الحروف فيه مُمثَّلة في الهيئة الفكرية التي تَصدُر عن تصريف الروحانيات لها ، فهي قوة في الروحانيات العُلويات ، وقوة شكلية في الجسمانيات السفليات.
الثالث: وفيه تكون قوة الحروف جامعةً الباطنَ ، أي القوة النفسانية المكوِّنة لها فتكونُ قبل النطق بها صورةً في النفس ، وبعدَ النطقِ بها صورة في الشكل وقوة في، النطق. هذا عن قوتها؛ أما عن طبائعها المنسوبة إليها فهي الحرارة واليبوسة ، والحرارة والرطوبة ، والبرودة واليُبوسة ، والبرودة والرطوبة . فالحرارة جامعة للهواء والنار وهما ( ا هـ ط م ف ش ذ ج ز ك س ق ث ظ)، والبرودة جامعة للهواء والماء (ب و ي ن ص ت ض د ح ل ع ر خ غ ) ، واليبوسة جامعة للنار والتراب( ا هـ ط م ف ش ذ ث و ي ن ص ت ض) . وهذا سِرُّ العددِ اليَمَانِيِّ الذي يُبَيِّنُ نسبةَ حروف الطبائع ، وتداخلَ أجزاء بعضها في بعضٍ ، وتداخلَ أجزاء العالم فيها سُفلياتٍ وعُلوياتٍ << بأسباب الأُمَّهات الأُوَّلِ، أعني الطبائع الأربع المنفردة >>(11)، ومن هذا التداخل تستمد الحروف خواصها.
2.2 خـــــواص الحــــروف :
منها أن كل حرف له مَقطعٌ خاصٌّ في النفَس الإنساني ، لا يتماثل مع أخيه ، ومنها أن كل حرف كذلك له منزلة في منازل الأبراج ، وله قوة عددية ونسبة من العناصر الأربع. الشيء الذي أَهلَّ كل حرف ليتضمَّن سِرًّ خاصًّا به ، وجعل المشتغلين بالحُروف يتصرفون فيه بسِرٍّ.
فماهو هذا السر؟ وإلى ماذا يرجع ؟
لقد انقسم المهتمون بسر التصرف الذي في الحروف إلى طائفتين : طائفة تُرجعُ هذا السر إلى المزاج الذي لِكُلِّ حرف ، وطائفة تُرجعه للنسبة العددية لكل حرف.
أ- الطائفة القائلة بالمزاج : وتُقسِّم الحروف بقسمة الطبائع إلى أربعة أصناف كما العناصرُ ،وتخصُّ كل طبيعة بصنف من الحروف يقع التصرف في طبيعتها فِعلاً وانفعالا بذلك الصنف ، حيث تُنَوِّعُ هذه الطائفة الحروف بقانون صناعيٍّ تُسميه التكسيرَ إلى نارية وهوائية ومائية وترابية على حسب تنوع العناصر .فالألِفُ للنار ، والباء للهواء، والجيمُ للماء،والدال للتراب، ثم تُعَينُ لعنصر النار سبعةَ حروف ؛ هي : ا ، هـ،ط،م،ف،س،ذ، ولعنصر الهواء سبعة حروف كذلك هي: ب،و،ي،ن،ض،ت،ظ، ولعنصر الماء أيضا سبعة حروف هي: ج،ز،ك،ص،ق،ث،غ،ولعنصر التراب هو الآخر سبعة حروف : د،ح،ل،ع،خ،ش، مُعتبرةً أن الحروف النارية هي لدفعِ الأمراض الباردة ولمُضاعَفَةِ قوة الحرارة حيث تُطلب مضاعفتُها ، وأن الحروف المائية هي أيضا لدفع الأمراض الحارة من حمَّياتٍ وغيرها(12)
ب-الطائفة القائلة بالنسبة العددية : وتُرجِعُ سِرَّ التصرف الذي في الحروف إلى نسبتها العددية ، حيث ترى أن حروف ( أبجد) دالة على أعدادها المُتعارَفة وضعًا وطبعًا ، إذ بينها من أجل تناسبِ الأعداد تناسبُُ في نفسها كذلك ، كما بين الباء والكاف والراء لدلالتها كلها على الاثنين في كل مرتبة ، فالباء على اثنين في مرتبة الآحاد ، والكاف على اثنين في مرتبة العشرات ، والراء على اثنين في مرتبة المئات ، وكما بين الدال والميم والتاء لدلالتها على الأربعة ، وبين الأربعة والاثنين نسبة الضِّعف.
فالتصرف في عالم الطبيعة بهذه الحروف والأسماء المُركبة منها ، وتأثرُ الكون بذلك ، يُعتبر أمرًا ثابتا ومشهودًا ومتواترا . ولكنه ليس واحدا لدى الطائفتين ، فهو عند المشتغلين بالطلسم – وما الطِّلَّسْمُ إلا مقلوبه- أقوى روحانية من جوهر القهر ، ولذلك يقولون : موضوع الكيمياء جَسَدٌ في جسَدٍ وموضوعُ الطِّلسم روحٌ في جسد ، لأنه يربط الطبائعَ العُلوية بالطبائع السفلية ، والطبائعُ السُّفلية جسد، والطبائع العُلوية روحانية .
والتصرفُ في عالم الطبيعة كله إنما هو للنفس والهمة البشريتين ، وذلك لأن النفس الإنسانية مُحيطة بالطبيعة وحاكمة عليها بالذات ، أما تصرفُ أصحاب الطلسمات فإنما هو كامنٌ في استنزالِ روحانية الأفلاك وربطِها بالصُّور أو بالنسَبِ العددية للحصول على نوعِ مزاج يَفعلُ فعلَ الخميرةِ فيما حصل فيه (14) . وهذا التصرُّف يَبْنُونَه على الكمال الأَسْمَائي ؛ الذي مَظاهرُه أرواحُ الأفلاك والكواكب ، وعلى طبائِع الحروف وأسرارها السارية في الأسماء ، والأكوانُ على نظام مخصوص تنتقل في أطواره هذه الأكوان ، وتُعرِبُ عن أسراره .
وهذا هو سببُ حدوثِ علم أسرار الحروف ؛ الذي هو من تفاريع علم السيمياء؛ لا يُوقَفُ على موضوعه ولا تُحاط بالعدد مسائلُه ، لكنه في المحصِّلة يبقى ثمرة تصرُّفِ النفوس الربانية في عالم الطبيعة بالأسماء الحُسنى والكلمات الإلهية الناشئة عن الحروف المحيطة بالأسرار السارية في الكون (15).
طاهور- نقاط القوة : 7032
السٌّمعَة : 1644
مواضيع مماثلة
» الحروف السعيدة والنحسة والممتزجة
» صفات الحروف النارية
» المنازل القمرية والأشكال السعيدة
» معرفة الأحجار السعيدة بطريقة البروج
» الحروف النارية السبعة
» صفات الحروف النارية
» المنازل القمرية والأشكال السعيدة
» معرفة الأحجار السعيدة بطريقة البروج
» الحروف النارية السبعة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى